المؤسسة الإعلامية السورية : ريف دمشق - بيت سحم، خاصرة المنطقة الجنوبية، تعيش كارثة إنسانية، النداء الأخير

بيت سحم، خاصرة المنطقة الجنوبية، تعيش كارثة إنسانية، النداء الأخير


برومو يسلط الضوء على جانب من المأساة والكارثة الإنسانية التي تعيشها البلدة منذ ما يزيد على 10 أشهر، بشهادات من حية من أهالي البلدة :مع موسيقى

بدون موسيقى








بيت سحم البلدة الأولى على طريق مطار دمشق الدولي وخاصرة المنطقة الجنوبية، تعاني منذ 10 أشهر من حصار خانق فرضته ميليشيات الأسد عليها وذلك بإغلاق كافة مداخل البلدة المطلة على طريق مطار دمشق الدولي، وبدأت بدك البلدة بشتى أنواع الأسلحة الثقيلة من الصواريخ الفراغية إلى العنقودية وصواريخ الأرض أرض وغارات الميغ،،، وغيرها، إلى جانب قصف المباني السكنية والمنازل من الدبابات والمدافع المتواجدة على أطراف البلدة، فيما تقوم القناصات المتمركزة فوق أبنية جرمانا وبناء المدرسة السورية على طريق المطار باستهداف المدنيين وقنصهم برصاصات الغدر والنتيجة أكثر من 170 شهيداً وعشرات الجرحى معظمهم من ذوي العاهات الدائمة،

لا يخلو منزل أو بناء أو منشأة من آثار قذيفة أو صاروخ .. أو ... أو...، وقد بلغت نسبة المباني التي تحتاج إلى إعادة إعمار أكثر من 45 % من مباني البلدة وبالأخص الأبنية المطلة على طريق المطار، بعد قيام عصابات الطاغية بتسوية معظم تلك بالمباني بالأرض لكشف أكبر مساحة من البلدة امام آلة القتل الاسدية، فيما يحتاج ما تبقى من مباني البلدة إلى ترميم وإعادة تأهيل،
يبلغ عدد سكان البلدة ما يقارب 22000 نسمة، نصفهم غادرو البلدة حفاظاً على أرواحهم وبحثاً عن مكان أكثر أماناً والنصف الآخر فضل البقاء في البلدة، لا لأن الوضع أفضل بل لأن لا طاقة لهم على تكاليف النزوح والتشرد خارج بلدتهم، وفضلوا الصمود وتحمل أشد أنواع القصف وأعتاها، مع العلم أن من تبقى من أهالي البلدة هم من الطبقة ما دون المتوسطة، وهم في الظروف الحالية تحت خط الفقر، والغالبية العظمى منهم بأمس الحاجة إلى أدنى احتياجات العيش، ويكاد الواحد منهم لا يجد قوت يومه، بل وينام جائعاً،

وقد زاد من وطئة الحصار وشدته قيام عصابات الأسد بإغلاق مدخل مخيم اليرموك ، المتنفس الوحيد للمنطقة الجنوبية، منذ أكثر من شهر ونصف، ومنذ ذلك الحين لم يدخل إلى البلدة رغيف خبز واحد، ما أجبر الأهالي على طحن مواد مثل العدس أو الأرز أو الذرة (إن توفرت) لسد الحاجة إلى رغيف الخبز، هذا إلى جانب الارتفاع الجنوني والهستيري في أسعار كافة المواد الغذائية بما يتجاوز عشرة أضعاف السعر المتداول خارج المنطقة، وإن ما يصل إلى البلدة من دعم إغاثي لا يكفي لسد حاجة 5% من السكان و هناك صعوبات كبيرة تواجه المكتب الإغاثي في البلدة بسبب قلة الدعم و التمويل له .
على الصعيد الصحي، تعاني البلدة من نقص حاد بل كارثي في المواد والمستلزمات الطبية، وبالأخص المسكنات و الادوية والمضادات الحيوية و أدوية الإسهال خصوصا عند الأطفال، في ظل تفشي الأمراض الإنتانية والوبائية مثل التهاب الكبد الوبائي A و الحمى التيفية والمالطية والسل بالتزامن مع عدم توافر لقاحات الأطفال، كما يوجد نقص حاد أيضا بمواد و أدوات الإسعاف الأولي وانقطاع تام للسيرومات و أكياس الدم والشاش والخيوط الجراحية، فضلاً عن نقص كبير في الكوادر الطبية وعدم توفر الخبرة الكافية لإجراء عمليات تخصصية، وقد أدى الحصار الوحشي المفروض على البلدة إلى وفاة العديد من الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل الفشل الكلوي ومرضى السكري، بسبب منع عصابات الطاغية المرضى من الخروج للتداوي وكذلك منعها دخول أي أدوية واعتقال أو اعدام أي شخص يدخل أدوية من أي نوع إلى المنطقة، كما سجلت حالات نقص تغذية لدى الأطفال، بسبب انعدام المواد الغذائية الضرورية لنمو الأطفال وانقطاع المكملات الغذائية البديلة، الامر الذي أدى إلى وفاة أحد الأطفال، ودخول أطفال آخرين في حالة صحية حرجة،

البنية التحتية في البلدة شبه مدمرة والكهرباء والاتصالات والمياه مقطوعة عن البلدة منذ 10 أشهر، هذا بالتزامن مع ارتفاع جنوني في أسعار الوقود وفقدان معظمها حيث وصل سعر ليتر المازوت (إن توفر) إلى 300 ليرة سورية، الأمر الذي يفوق قدرة أي فرد في المنطقة، حيث يقتصر تشغيل مولدات الكهرباء على تأمين الماء فقط، فيما لجأ الأهالي إلى الحطب ونشارة الخشب من أجل الطهي بسبب انقطاع الغاز عن المنطقة منذ بدء الحصار، وحتى الوسائل البديلة للطهي بدأت بالنفاد،

أطفال البلدة محرومون من الدراسة منذ ما يزيد على سنة ونصف وذلك بعد استهداف قوات الطاغية لمدارس البلدة وتدميرها بشكل شبه كامل، في ظل انعدام الإمكانات المادية اللازمة لايجاد حلول بديلة عن المدارس الرسمية،

في ظل هذه الظروف المزرية والمأساوية، تعلن تنسيقية الثورة السورية في بيت سحم بلدة بيت سحم بلدة منكوبة مدمرة بكل ما لهذه الكلمة من معنى وأنها تعيش كارثة إنسانية على جميع الأصعدة الإغاثية والصحية والمعيشية.... وحياة ما يزيد على 11000 مدني قد دخلت حيز الموت البطيء، وان استمرار الحصار المفروض على البلدة سيفاقم من تردي الأوضاع وتدهور الأحوال المعيشية للأهالي، وإننا نوجه النداء الأخير إلى المنظمات الحقوقية والإنسانية والهيئات الإغاثية العربية والدولية لفك الحصار عن البلدة الذي بلغ حداً لا طاقة لأحد بتحمله، وتقديم الدعم الاغاثي والطبي والإنساني، وفتح ممر انساني يسمح بدخول الخبز والأدوية والأغذية وحليب الأطفال، على أقل تقدير،


"هذا نداءنا الأخير، والأمر متروك للضمير الإنساني"

المكتب الاغاثي – المكتب الطبي – المكتب الإعلامي
تنسيقية الثورة السورية في بيت سحم


صورة البيان 
رابط التنسيقية على الفيس بوك 
ششارك على جوجل بلس
    تعليقات بلوجر
    تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق