الدولة النصيرية وخطورتها
وصلت الثورة السورية إلى حد خطير للغاية إذا لم تتضافر فيه كل الجهود الخارجية والداخلية لاسيما على صعيد التنسيق العملياتي الحقيقي من القوى المقاتلة على الأرض ،إن لم يحدث هذا فإن مصيبة كبيرة ستقع في سوريا وستلقي بظلالها على كل المنطقة وبالأخص على تركيا والخليج ،هذه المصيبة تتمثل بإقامة دولة علوية نصيرية على التراب السوري، تشمل منطقة الساحل وحمص وبعضاً من حماة لتصل إلى لبنان ولتكون عمقاً حقيقياً لدولة نصيرية برعاية إيرانية حيث سيكون لها امتداد يخترق العراق مروراً بالأنبار وصولاً إلى إيران ،وهنا يتحقق الحلم الذي لطالما انتظرته إيران وجعلت الأسد مطية لها ،وتصبح المرحلة المقبلة بالنسبة لإيران هو دخول الخليج
وها نحن الوم نرى على الرغم من الدعم العسكرى غير المحدود من روسيا وإيران للأسد، إلا أن الأسد لن يتمكن من إطالة أمد وعمر النظام أكثر مما مضى، لذا فإنه يسعى بشتى الطرق إلى تشكيل وإقامة الدولة النصيرية فى المناطق التى يتكاثر بها النصيريون فى المناطق الغربية المحيطة بالساحل ، وذلك عقب فقدانه السيطرة على باقى الأراضي السورية
والدولة النصيرية باتت أكثر وضوحاً مما مضى،والدلائل عليها كبيرة وكثيرة، منها المجازر التى ارتكبتها قوات النظام ضد السكان السنة فى مدينة بانياس الساحلية والقرى التابعة لها،الأمر الذى يعنى التهجير الكامل للسكان السنة وتوطين النصيريين مكانهم وتوسيع دائرتهم، هذا بالإضافة إلى ما أشيع عن نقل البنك المركزى ووزارة الخارجية إلى مدينة طرطوس التى يتواجد بها النصيريون بكثرة, فضلاً عن القتل و التهجير المخيفين في حمص الأبية و ما حولها.
وكذلك حرق مبنى السجل المدني في حمص من أجل طمس حقائق الملكية في هذا البلد حيث لا أحد يستطيع اثبات ملكيته لشبر واحد في حمص.
ونحن في هذه العجالة نريد أن نوضح خطورة هذه الدولة على سوريا والمنطقة برمتها
أولاً: خطورتها على سوريا: إن نشوء مثل هذه الدولة كفيل بزعزعة سوريا أمنياً إلى زمن مفتوح لا يعلم نهايته إلا الله ، لأن هذه الدولة التي ستقاد من قبل حزب الله وإيران ستكون منطلقاً للأعمال التدميرية والتخريبة .
وجغرافياً فإن هذه الدولة ستحرم سوريا من حدودها البحرية وهذا أمر مهم أن يكون لأي دولة حدود بحرية مما يزيد قوة نفوذها الإقليمية ، هذا عدا عن الخيرات المستخرجة من البحر ومنها النفظ والغاز وهو موجود بكثرة في مناطق الساحل .
إذاً هكذا دولة ستضر بالسنة، حيث ستغلق على بلاد الشام الطريق أمام البحر المتوسط تماماً ، في حين سينقذ حزب الله الشيعى اللبنانى بل وإيران وإسرائيل أيضاً ، فإيران ستضمن لها منفذاً آمناً على البحر المتوسط والمنطقة ، وستستطيع التحرك عبره كيفما تشاء ، وروسيا أيضا ستؤمن وجودها العسكرى فى البحر المتوسط ، وسيكون بمقدرتها الحفاظ على مصالحها فى تلك المنطقة، أما إسرائيل فإنها أيضا ستسعى لإقامة دولة درزية على حدودها في الجنوب لحماية نفسها من الخطر المحتمل الذي قد يقدم من الشمال .
ومن مخاطر هذه الدولة على إخوتنا السنة في مناطق الساحل أنهم سيبقون كرهائن لدى العلويين يقدمون منهم القرابين متى أرادوا،أو سيتم ترحيلهم ونفيهم وافتعال المجازر كما يحصل الآن في بانياس.
ثانياً: خطورة هذه الدولة على تركيا وباقي العالم العربي والإسلامي : في تركيا أكثر من عشرة ملايين علوي وطول عمر الثورة السورية أحدث عندهم استقطاباً قوياً باتجاه طائفتهم ، وهناك منهم من يذهب ليقاتل إلى جانب قوات النظام ، فوجود دولة علوية في سوريا سوف يفتح شهية العلويين في تركيا للانضمام إلى هذه الدولة وبدء تقسيم تركيا طائفياً وعرقياً ، وقد شن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو هجوماً غير مسبوق على نظام الأسد، متهماً إياه بالضغط على زر الخطة (ب) القاضية بتطهير الساحل من الطائفة السنية، وتأمين «ممر آمن للنصيريين» العلويين, بين قلب حمص ولبنان. وأضاف أوغلو أن «خطط الأسد للقضاء على الثورة الساعية لإسقاطه، تضمنت خمس مراحل؛ بدأت باستخدام القناصة لقتل المدنيين الأبرياء والمتظاهرين السلميين، وانتهت بالقتل في الساحل على أساس طائفي من أجل إقامة كيان منفصل على أساس طائفي، أي دولة نصيرية .
أما خطورة هذه الدولة على باقي العالم الإسلامي فمن حيث أنها ستكون مركزاً للباطنية تنطلق منه كل المؤامرات على العالم الإسلامي بوصفه عدواً للزنادقة في كل زمان ، وأول المتضررين بعد تركيا هي دول الخليج لأننا نعلم يقيناً أن هذه الدولة ستقاد من خلال دولة إيران الطامحة في تصدير ثورتها والتهام الخليج وثرواته ، والحقيقة أن السكين الصفوية تقترب من رقاب الخليجيين يوماً بعد يوم ،والمحير في الأمر أن الخليجيين كدول وشعوب لا يشعرون في هذا الخطر القادم ، ولو شعروا لوجب عليهم مناصرة الثورة السورية بكل ما عندهم ، للحيلولة دون ولادة الدولة العلوية النصيرية .
ثالثاً: الخطورة الدينية لهذه الدولة: السماح بولادة هذه الدولة سيكون كارثياً على ديننا وأخلاقنا لأن هذه الدولة ستكون مركزاً حيوياً للفساد الأخلاقي لكل منطقة الشرق الأوسط ، وهذا سينعكس سلباً على الدول التي تجاورها حيث ستكون من الدول المشجعة والممارسة والمصدرة لتجارة الرقيق الأبيض (الدعارة) ، وهناك خطورة دينية أكبر من هذه على المدى البعيد ، فعندما ننتهي من تحرير الدول المجاورة للقدس من أكابر مجرميها ونريد بعدها وإن طال الزمن التوجه لتحرير بيت المقدس من دنس اليهود ،عندها سيعيد التاريخ نفسه وتكون هذه الدول العلوية أكبر نصير ومعين لليهود ومعرقل لمسير جيوشنا وسوف تطعن بظهر المجاهدين ، تماماً كما كانوا عوناً للتتار في اجتياح بلاد المسلمين ، ومن قبل التتار كانوا عوناً ومساعداً للصليبيين في حملاتهم ضد الأمة المسلمة ، وهذه المرة سيكونون عوناً لليهود حتى يحال بيننا وبين التقدم باتجاه بيت المقدس في قابل الأيام ،وما حزب الله في لبنان إلا حامٍ لحدودهم كما كان الأسد حامٍ لحدودهم في الجولان .
لذلك نقول: إن الذي يتتبع وسائل النظام الدولي و الاستعمار عبر التاريخ يعلم أن هذه الدويلات الصغيرة المسخ التي ليس أولها إسرائيل ،و لن تكون آخرها الدولة النصيرية إذا تجسدت لا سمح الله , كانت الوسائل المفضلة للسيطرة على أمتنا وتهديد أمننا ، وإن إنشاء هذا الكيان لا يقل خطره عن خطر الكيان الإسرائيلي في قلب بلاد الشام ،فوجوده يعني وجود دولة معادية للإسلام والمسلمين متوافقة بذلك مع كل قوى الشر العالمية , وسيتهافت العالم لقيام علاقات معها وسيتسابقون لدعمها اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً ،لأن وجود دولة علوية مدعومة كدعم إسرائيل يؤمن للغرب ولسائر الأعداء جبهة مفتوحة ومستمرة مع أهل السنة يستنزفون طاقاتنا فلا نقوى على فعل شيء مما نطمح إليه .
وفي ظل الدعم الكبير الذي ستلقاه الدولة العلوية سيفرض على جيرانها أهل السنة حصاراً خانقاً اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً، لنكون معزولين دولياً إن لم نعترف بدولتهم ونرضى بوجودهم .
وصار معلوماً للجميع من خلال الوثائق التي اعترفت بها فرنسا على لسان وزير خارجيتها عندما فضح أجداد الأسد وقال أنتم طلبتم من الفرنسيين إقامة دولة علوية وجاء بنص الوثيقة "إن الشعب العلوي يرفض أن يلحق بسوريا المسلمة، لأن الدين الإسلامي يعتبر دين الدولة الرسمي، والشعب العلوي، بالنسبة إلى الدين الإسلامي ، يعتبر كافراً
لذا نلفت نظركم إلى ما ينتظر العلويين من مصير مخيف وفظيع في حالة ارغامهم على الالتحاق بسوريا "
حُلمٌ يراودهم:
ولا بد أن العلويين يستذكرون أيام قيام دولتهم الفانية ،عندما أقامت فرنسا لهم دولة أطلقت عليها اسم ( دولة العلويين ) وقد استمرت هذه الدولة من سنة 1920 إلى سنة 1936 . وعليه فإن امتلاكهم للمال والذهب والعمق الاستراتيجي سيجعلهم دولة ذات شأن .
وعلى هذا الأساس ! فقد بدؤوا بإجراءات عاجلة تنفيذاً لهذا الأمر !!
اجراءات تسير على قدم وساق فعلياً
أولاً: سرقة الذهب الذي تملكه الدولة السورية في البنك المركزي السوري والخزينة العامة , وقد جرى فعلاً نقل أطنان منه إلى مناطق في الساحل العلوي !!
ثانياً: سرقة العملة الأجنبية بكافة فئاتها إلى مناطق حصينة أسوة بمعدن الذهب
ثالثاً: نقل الأسلحة الثقيلة والصواريخ والقطع الفعالة إلى حدود دولتهم المزعومة
رابعاً: اعتبار هذا المخطط هو الواجب المقدس للطائفة العلوية واستمرارها وديمومتها والحفاظ على ثرواتها والثروات المنهوبة منذ عقود في حرز المتسلطين على القطر السوري
سكان الدولة: ستكون الدولة العلوية كما هو مرسوم لها خليط من العلويين وأهل السنة المستضعفين
ويقدر عدد الدولة التي يسعى النظام لإنشائها 4 ملايين نسمة 37% من أهل السنة ،وهذا العدد الكبير من أهل السنة سيكون تحت حكم كافر يستبيح كل شيء فينا ،ويعد قتلنا وتعذيبنا والتنكيل فينا من صلب عقيدته الباطنية ويراها طاعة وقربة .
وهذه الدولة سوف تتقاطع فيها عدة مصالح ففيها مصلحة لإيران ولإسرائيل وأمريكا وروسيا, إلا لأهل السنة ،فستكون وبالاً عليهم في كل مكان ولاسيما في سوريا و لبنان فلسطين والعراق والخليج.
ويجب أن نعلم أن العالم والمجتمع الدولي يساعد على قيام الدولة العلوية ويدعم استقرارها وقوتها بكل ما أوتي من قوة والمجتمع الدولي لن يدخر جهداً في إشعال الفتن في المنطقة السنية التي تتشكل من أعراق شتى وطوائف متباينة.
ويكفي أن نذكر هنا كلام ابن غوريون رئيس وزراء إسرائيل : إننا نعيش في محيط سني لذلك على إسرائيل أن تتعاون بل وتجند الأقليات العرقية والمذهبية في المنطقة المحيطة لخدمة مصالح إسرائيل.
واجب الأمة تجاه هذه الدولة:
إن واجبنا نحن أهل السنة _والمجاهدين منا على وجه الخصوص_ أن نبذل كل طاقاتنا ومقدراتنا لمنع تأسيس هذا الكيان الخبيث الذي سنذوق مره كؤوساً إن سهونا عنه يوماً ،أو تركناهم يبنون دولتهم الزنديقة على حساب ديننا وتاريخنا ومقدساتنا ومستقبلنا ، وإن ما يصنعه اليوم أحفاد صلاح الدين في جبل الأكراد والتركمان من تهجير لهم من قراهم واستيلاء على أسلحتهم ،وأسر لأكابر مجرميهم ،لهو البادرة القوية في هدم حلم الدولة العلوية النصيرية ، وها نحن نقول : لن نترك أحفاد ابن العلقمي والحشاشين وأحفاد سليمان المرشد , من إقامة دولة الكفر والباطل والعمالة , وإن الأمة اليوم ليست كما كانت بالأمس , وأنها لم تعد تمرر المؤامرات , وتسكت على الضيم ، وتترخص وتتساهل كما كانت قبل قرن من الزمان ،إنها اليوم
معتصمه بربها , متمسكة بدينها , مناضلة في سبيل حقها ، وإن أسود الجهاد في كل ربوع سورية الشام لن يقفوا مكتوفي الأيدي والخيانات تحاك ضدها علناً بعد أن كانت سراً ، ولن نسمح لمن تستروا بالانشقاق عن النظام وأسسوا كيانات عسكرية ثورية كاذبة تحت إشراف أمريكا وروسيا والأردن وبمال خليجي قذر ،همها الوحيد إيقاع الفرقة بين الأخوة المجاهدين ، ولهم يوم سوف يحاكمون فيه في الدنيا قبل الآخرة ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون.
ملحوظة: على كل المجاهدين في ميادين الشام المباركة أن يدركوا مدى خطورة معركة الساحل ،هذه ليست مهمة المرابطين هناك فقط ، بل هي مهمة كل من يحمل سلاحاً في سوريا ضد الطغيان والكفر ، معركة الساحل هي نهاية الحلم بالدولة النصيرية الخبيثة.
.
مكاتب دعوة الحق
0 التعليقات:
إرسال تعليق